الراعي يردّ على بعض المطالبين بالتغيير الدستوريّ: غايتهم توسيع سلطتهم

الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في كنيسة السيّدة-بكركي، لبنان الراعي يترأّس القدّاس الإلهيّ في كنيسة السيّدة-بكركي، لبنان | مصدر الصورة: البطريركيّة المارونيّة

أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ «غاية بعضهم في لبنان السيطرة على الدولة، لا تحديث النظام». وأضاف في خلال ترؤّسه قداس أحد شفاء الأعمى في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي-بكركي: «يوم يصبح العدّ والطائفة معيار التقدّم تموت الحضارة. وحين يصبح تطوير النظام انتزاعَ الحكم، تولد الحرب الأهليّة».

وشدّد الراعي على أنّ «بعض الذين يطالبون بالتغيير الدستوريّ يرمون إلى توسيع سلطتهم في إدارة الدولة، لا إلى تحسين الدولة. المطلوب اليوم أن تتنازل الطوائف للدولة، لا الدولة للطوائف، وأن يحضن الطرفان المواطنين الباحثين عن دولة مدنيّة. فدور المواطن هو الغائب في دولة لبنان».

وتابع: «كم بيننا من عميان العينين. نحن نصلّي من صميم القلب لأجل شفائهم، ليتمتّعوا بجمال الأشخاص والطبيعة ومخلوقات الله. أبصر أعمى أريحا ومشى مع يسوع في الطريق المؤدّي إلى الله. المسيح-النور يضيء الطريق إلى الله وإلى البحث عن الله... ففي شخص المسيح الذي نتبعه حاضر الله. عرف ذاك الأعمى بالبصيرتَين الداخليّة والخارجيّة الطبيعتين في شخص يسوع: بالبصيرة الداخليّة (الإيمان) عرف فيه الإله، وبالبصيرة الخارجيّة (العينين) عرف فيه الإنسان».

وزاد الراعي: «يعلّمنا إنجيل شفاء الأعمى أن نصوّب نظرتنا إلى الحياة وأمورها وأحداثها، في  ضوء الحقيقة الموضوعيّة المستمدّة من النور الإلهيّ، النور الحقيقيّ. ونعني نظرتنا إلى الحياة الزوجيّة والعائلة والمجتمع والوطن».

واستطرد: «على الصعيد الوطنيّ مثلًا، الكلّ يطالب بتغيير النظام في لبنان، لكنّ اللبنانيّين يختلفون على تعريف النظام الذي يريدون تطويره، وعلى توقيت إطلاق هذه الورشة المفعمة بالمغامرات والمفاجآت. نحن نعيش في ظلّ نظام ديمقراطيّ برلمانيّ لا غبار عليه، وفي ظلّ صيغة تعايش مسيحيّ-إسلاميّ نموذجيّة، وفي ظلّ ميثاق وطنيّ يرعى النظام والصيغة. عاش لبنان مراحل نشوئه واستقلاله واستقراره على ثلاثيّة النظام والصيغة والميثاق. لم تكن الديموغرافيا معيار هذه الثلاثيّة بل الشراكة. وكانت الخلافات ذات طابع قوميّ مستقلّ عن الديموغرافيا. وكانت التعدّدية والفدراليّة والمركزيّة، حتى السبعينيات الماضية، مفردات غريبة عن قاموسنا السياسيّ والدستوريّ. كان العدد تعبيرًا حسابيًّا لا وطنيًّا. كان للفكرة اللبنانيّة فلاسفتها، وللعروبة روّادها».

وبعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته